متى يبدأ الغثيان الصباحي ومتى ينتهي؟ دليلك الكامل

الغثيان الصباحي هو أحد أكثر أعراض الحمل شيوعًا، ويمثل تجربة غير مريحة للعديد من النساء الحوامل خاصة في الثلث الأول من الحمل. وعلى الرغم من تسميته "بالصباحي"، إلا أنه قد يحدث في أي وقت من اليوم. يختلف توقيت ظهوره وحدته من امرأة لأخرى، وفي هذه المقالة سنناقش بالتفصيل متى يبدأ الغثيان الصباحي، متى ينتهي، ما أسبابه، كيف يمكن التخفيف منه، ومتى يجب مراجعة الطبيب.

ما هو الغثيان الصباحي؟

الغثيان الصباحي (Morning Sickness) هو عرض شائع للحمل يتمثل في الشعور بالغثيان مع أو بدون قيء. يصيب ما يقرب من 70-80% من النساء الحوامل بدرجات متفاوتة. يظهر غالبًا في بداية الحمل، وهو مؤشر طبيعي على التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة خلال هذه الفترة.

متى يبدأ الغثيان الصباحي؟

عادةً ما يبدأ الغثيان الصباحي ما بين الأسبوع الرابع والأسبوع السادس من الحمل. بعض النساء قد يشعرن به في وقت مبكر بمجرد أن تنغرس البويضة المخصبة في الرحم ويبدأ الجسم بإنتاج هرمون الحمل (HCG).

بالنسبة لبعض النساء، قد لا يظهر الغثيان على الإطلاق، أو قد يكون خفيفًا لدرجة أنه لا يُلاحظ. وفي حالات أخرى، قد يظهر بقوة منذ الأسابيع الأولى.

متى يكون الغثيان الصباحي في ذروته؟

يكون الغثيان الصباحي عادة في أقصى شدته خلال الأسبوع التاسع إلى الأسبوع الحادي عشر من الحمل. خلال هذه الفترة، تكون مستويات هرمون HCG في أعلى مستوياتها، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالغثيان.

في بعض الحالات، قد تعاني النساء من القيء الشديد الذي يؤدي إلى فقدان الوزن أو الجفاف، وهي حالة تُعرف باسم القيء المفرط الحملي (Hyperemesis Gravidarum).

متى ينتهي الغثيان الصباحي؟

الخبر السار هو أن معظم النساء يبدأن بالشعور بالتحسن مع دخول الثلث الثاني من الحمل (الأسبوع 13 أو 14). عادةً ما ينتهي الغثيان أو يخف بشكل كبير بين الأسبوع 14 والأسبوع 16.

ومع ذلك، هناك بعض النساء اللواتي قد يستمر لديهن الغثيان حتى الأسبوع 20، أو في حالات نادرة طوال فترة الحمل. إذا استمر الغثيان بعد الثلث الثاني، يجب مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود أسباب أخرى.

أسباب الغثيان الصباحي

رغم عدم وجود سبب مؤكد واحد، فإن هناك عدة عوامل قد تلعب دورًا في حدوث الغثيان الصباحي:

  • زيادة هرمون الحمل (HCG): يرتفع هذا الهرمون بسرعة في بداية الحمل وهو مرتبط مباشرة بالشعور بالغثيان.
  • زيادة مستويات الإستروجين: والذي يساهم أيضًا في تهيج الجهاز الهضمي.
  • الحساسية الزائدة للروائح: الحوامل يكون لديهن حاسة شم أكثر حدة مما يؤدي للشعور بالغثيان.
  • تباطؤ حركة الجهاز الهضمي: بفعل الهرمونات التي تؤثر على عضلات المعدة.
  • عوامل نفسية: مثل القلق أو التوتر بشأن الحمل.

عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالغثيان الصباحي

  • الحمل الأول.
  • وجود تاريخ عائلي بالغثيان الشديد أثناء الحمل.
  • الحمل بتوأم أو أكثر.
  • وجود مشكلات هرمونية أو الغدة الدرقية.
  • المرأة التي تعاني من دوار الحركة.

طرق فعالة للتخفيف من الغثيان الصباحي

فيما يلي بعض النصائح التي تساعد على التخفيف من حدة الغثيان الصباحي:

  • تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
  • تناول قطعة بسكويت جافة أو خبز توست عند الاستيقاظ.
  • تجنب الأطعمة الدهنية أو الحارة أو ذات الرائحة القوية.
  • شرب كميات كافية من السوائل، خاصة بين الوجبات.
  • تناول الزنجبيل، سواء كشاي أو حبوب مكملات (بعد استشارة الطبيب).
  • الراحة والنوم الكافي لتقليل التوتر والإرهاق.
  • استخدام أساور الضغط على المعصم (مثل المستخدمة في دوار البحر).

متى يجب زيارة الطبيب؟

في معظم الحالات، لا يكون الغثيان الصباحي خطيرًا. لكن يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • القيء أكثر من 3 مرات في اليوم.
  • عدم القدرة على تناول أو الاحتفاظ بأي طعام أو شراب.
  • فقدان الوزن الواضح.
  • علامات الجفاف مثل قلة التبول أو جفاف الفم.
  • الشعور بالدوخة المستمرة أو الإغماء.

هل هناك أدوية لعلاج الغثيان أثناء الحمل؟

نعم، يمكن للطبيب أن يصف بعض الأدوية الآمنة للحامل مثل:

  • فيتامين B6: يعتبر من المكملات المفيدة لتخفيف الغثيان.
  • دوكسيلامين: مضاد للهستامين يُستخدم أحيانًا مع B6.
  • أدوية مضادة للغثيان: مثل ميتوكلوبراميد أو أوندانسيترون، ولكن يجب استخدامها فقط تحت إشراف طبي.

هل الغثيان الصباحي علامة على حمل صحي؟

تشير بعض الدراسات إلى أن الغثيان الصباحي مرتبط بمعدل أقل من الإجهاض، ويُعد مؤشرًا إيجابيًا على أن الحمل يسير بشكل طبيعي. ومع ذلك، فإن غياب الغثيان لا يعني وجود مشكلة، فبعض النساء لا يعانين منه على الإطلاق وتكون لديهن حمول طبيعية وسليمة.

ماذا عن الغثيان المتأخر في الحمل؟

إذا بدأ الغثيان في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، فقد يكون ناتجًا عن أسباب أخرى مثل:

  • الارتجاع الحمضي.
  • ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي.
  • الإجهاد أو القلق.

في هذه الحالات، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق.

دور الشريك والأسرة في دعم الحامل خلال هذه المرحلة

الدعم العاطفي والمساعدة العملية من الشريك أو العائلة يلعب دورًا كبيرًا في تخفيف الضغط النفسي على الحامل. فهم الأعراض وتقبل التغييرات الجسدية والهرمونية يساعد في خلق بيئة داعمة تعزز من راحة وسعادة الأم.

الغثيان الصباحي هو جزء شائع من تجربة الحمل ويبدأ عادةً في الأسابيع الأولى، ويصل إلى ذروته في الأسبوع التاسع تقريبًا، ثم يخف تدريجيًا مع دخول الثلث الثاني. هناك العديد من الطرق للتخفيف منه، سواء من خلال النظام الغذائي أو الممارسات اليومية أو الأدوية عند الحاجة. من المهم مراقبة الأعراض وطلب المساعدة الطبية عند الضرورة. تذكري أن الغثيان، رغم إزعاجه، هو في الغالب مؤشر طبيعي على تغيرات الحمل.

مواضيع متشابهة